الخميس، 16 مايو 2013

الانفصال بين الزوجين وأثر ذلك على تربية الأبناء


الانفصال بين الزوجين
 وأثر ذلك على تربية الأبناء
إشراف سعادة الدكتور / عيد بن حجيج الجهني

قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم

) وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ( ( النساء ، آية 35 )


  فهرس المحتويات
الموضوع
رقم الصفحة
مقدمة الدراسة  
·        تمهيد
5
·        مشكلة الدراسة
5
·        أهمية وتساؤلات وصعوبات الدراسة
6
·        ملخص وأهداف الدراسة
7
·        أسباب اختيار الدراسة
7
·        منهج  الدراسة
7
·        حدود وخطة الدراسة
8
المبحث الأول : الطلاق ( مفهومه وتاريخه وأنواعه في الاسلام )
·        مفهوم الطلاق
9
·        تاريخ الطلاق
9
·        الطلاق في الاسلام
11
·        أنواع الطلاق في الاسلام
12
·        الدراسات السابقة
13

الفصل الثاني :   انفصال الزوجين واثره على تربية الأبناء
·        أولا : أثر انفصال الزوجين على تربية الأبناء
18
·        ثانيا : دور الأسرة في تربية الأبناء
21
·        حقيقة التربية  
22
·        حقوق الطفل قبل الولاده
24
الخاتمة , المراجع


النتائج والتوصيات
25
المراجع.
26-28


مقدمة الدراسة

تمهيد:
يصعب التنبؤ بردة فعل الفرد تجاه بعض المواقف كالموقف الذي يجمع بين رجل وامرأة وجدا نفسيهما ودون سابق معرفة كافية شركاء في علاقة زواج احد شروطها أن تتسم بدرجة من الديمومة. وتكمن الصعوبة في تصور ما ستؤول إليه هذه العلاقة و ما سينجم عنها مقارنة بما يمكننا التنبوء به فيما لوجمعنا وفي قفص صغير غزال وأسد جائع. ليس رجما بالغيب قولنا إن مصير الغزال محسوم سلفا فهو حتما لن يأكل الأسد، إلا إننا قد نتهم بالشعوذة وضرب الرمل لو قلنا إن الرجل والمرأة ستكون حياتهما على ما يرام وأنهما سيعيشان مع بعضهما سنوات وسنوات في سبات ونبات ويخلفان صبيان وبنات.
تنطلق دراستنا من مشهد مشابه حيث اكتشف الشريكان (الزوج والزوجة) ومنذ مرحلة مبكرة إن العلاقة الكيميائية بينهما لم تتفاعل بدرجة كافية بالرغم من سخونة الموقف، ومن ثم لجآ إلى خيار الطلاق لحل موقف ارتأياه  متأزما. هذه الدراسة تسلط الضوء على الأسباب التي تدفع إلى إنهاء العلاقة الزوجية بالانفصال بين الزوجين  في مرحلة مبكرة قبل أن تكتمل عناصر الزواج وتأثير ذلك علي تربية الأطفال.

مشكلة الدراسة:
 ازدادت حالات الطلاق في السنوات الأخيرة بشكل يبعث على القلق، ولاسيما إن للطلاق عواقب غير محمودة على المستويين الفردي والاجتماعي، فزيجة من كل خمس زيجات مآلها الفشل كما تشير الإحصاءات الرسمية في المملكة(1). إن مبعث القلق نابع من حقيقة إن تماسك المجتمع وسلامته وإمداده بأعضاء جدد يبدأ من عتبة الأسرة فهي حجر الزاوية في البنية الاجتماعية، وهي الأساس الذي يقوم عليه المجتمع الكبير، وأن الطلاق ومشكلات أخرى تعصف بأسرة اليوم تشكل معاول هدم في جدار المجتمع، خاصة عندما يتعلق الأمر بضحايا الطلاق كالأطفال الذين يحصدون نتائج ما يفعله الكبار، وإنها حقا لمفارقة غريبة أن يعتدي الكبار على حقوق الصغار دون أن يكون للأخيرين كلمة ورأي في الموضوع.
ومع ذلك فالدنيا ما تزال بخير إذ ليس كل حالات الطلاق تنتهي بنتائج مأساوية كما يتصور البعض، وليس كل المطلقين والمطلقات لديهم أبناء يخشى عليهم من الضياع، وليس كل المطلقين والمطلقات ممن يندمون على فعلتهم، فهناك الطلاق الذي يقع قبل الإنجاب، وهناك الطلاق الذي يتم بأسرع من ذلك خلال "فترة الخطوبة" التي لا تتضمن معاشرة أو دخول الزوج بالزوجة. وانه لمن قبيل المجاز القول "فترة خطوبة" فبعض المجتمعات المحافظة كالمجتمع السعودي تستعيض عن الخطوبةengagement  بعقد القران مباشرة دون أن يتمكن الشاب والفتاة من معرفة بعضهما  بدرجة كافية، ومن ثم تنعت تلك الفترة الفاصلة بين عقد القران و ليلة الزفاف " بفترة الخطوبة" وهي في الغالب فترة لا تطول لأسباب سوف نناقشها لاحقا.
تنحصر قضية هذه الدراسة إذن في "انفصال الزوجين وأثره على تربية الأبناء" ومع شيوع اعتقاد بأن حالات طلاق كهذا قليلة ونادرة، إلا إن من يقوم بزيارة إلى محاكم الأنكحة سيفاجأ بعدد حالات الطلاق  التي يتعامل معها القضاة بشكل شبه يومي، مما يدفع إلى التساؤل عما إذا كان الأمر ظاهرة تستحق الدراسة أم أنها حالات فردية و محدودة تحدث هنا وهناك ومن ثم لا يوجد ما يبعث على القلق بشأنها.

 أهمية الدراسة:
تنبع أهمية الموضوع من عدة اعتبارات :
1.  العمل على توعية الأسرة المسلمة من آثار الانفصال بين الزوجين ، ومدى تأثيره على الأبناء ، وما يلحق الأسرة من تفكك  في الروابط الأسريةَ والاجتماعية ، وما ينعكس على المجتمع ككل.
2.     بيان الحقوق والواجبات لكل من الزوج والزوجة ؛ مما  يؤدى إلى عدم وقوع الانفصال بينهما.
3.     المحافظة على تماسك المجتمع والأسرةَ من التفكك والانحلال من الأخلاق التي أوجبتها الشريعة الإسلامية.
4.     التقليل من الانحرافات السلوكية في المجتمع.

تساؤلات الدراسة:
تتكون الدراسة من مجموعة من التساؤلات الرئيسية :
1. ما هو مفهوم وتاريخ الطلاق ؟ .
2. الطلاق في الإسلام وما هي أنواعه  ؟ .
3.  ما أثر انفصال الزوجين علي تربية الأبناء؟ .
4. هل تمتد آثار الانفصال لتشمل المجتمع   ؟ .
5. ما هود دور الأسرة في التربية ؟

صعوبات الدراسة:
لم يتمكن الباحث من مقابلة الطرفين (المطلق والمطلقة) وتم الاكتفاء بمطلقين (ذكور) تسنى للباحث مقابلتهم والتحدث إليهم بشكل ودي وبالتفصيل بحيث سرد كل مبحوث حالته مع توجيه المقابلة عند الحاجة. إن عدم مقابلة مطلقات لم يكن واردا لمبررات لا تخفى على القاري كصعوبة القيام بذلك ذلك من قبل باحث رجل، ومن ثم اقتصرت الدراسة على رواية المطلقين الذكور فقط،. والتماسا للموضوعية تقمص الباحث عند الحاجة موقف الطرف الغائب (المطلقة) بهدف دفع المبحوث إلى مزيدا من الإفصاح حول سبب الطلاق مع تذكير كل مبحوث بمسئوليته كطرف فاعل في قرار الطلاق فالعصمة بيده. وعليه فأن غياب احد إطراف القضية قد يعد معوقا. أما المعوق الآخر فهو غياب البيانات الكمية والجداول الإحصائية في الدراسة، مع التذكير إن الدراسة ذات منحى سوسيو- أنثروبولوجي، حيث الاعتماد كان على مقابلات مفتوحة لا يخضع ما تحويه من معلومات للتكميم quantifying مقارنة بالاستبيان ذو الأسئلة المغلقة الذي يسهل تكميم بياناته وعرضها بجداول إحصائية.  يتناول الفصل القادم الإطار النظري للدراسة حيث يحدد مفهوم الطلاق، والنظرية التي تفسر بعض جوانب القضية مع عرض موجز لبعض الدراسات ذات الصلة.

 ملخص الدراسة:
لقد خلق الله ادم وخلق منه زوجه ليسكن إليها وجعل بينهما مودة ورحمة قال تعالى : ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) (2) ، وذلك من اجل اعمار الكون وليكونوا خلفاء الله في الأرض وقد كانت أساس الحياة الزوجية المودة والرحمة فإذا فقدت هذه العناصر انهارت الأسرة ، ما يؤدي إلى  العديد من المشكلات النفسية والاجتماعية التي يكون مردودها الأول والأخير على الأطفال حيث أن أطفال الأسرة المنهارة المفككة لا يمكن أن يكونوا أسوياء من الناحية الاجتماعية والنفسية .

أهداف الدراسة :
1.     إلقاء الضوء على مفهوم الطلاق وحقيقته .
2.     التعرف على موقف الإسلام من موضوع الانفصال بين الزوجين .
3.     معرفة أسباب الطلاق ونتائجه .
4.     الوقوف على آثار انفصال الزوجين على الأسرة وانعكاساته على المجتمع وعلي تربية الأبناء .
5.     استعراض آراء العلماء والفقهاء في أسباب الانفصال وطرق علاجه .

 أسباب اختيار الدراسة :
 قد اخترت موضوعا يهم المجتمع الذي يعانى من مشاكل الانفصال بين الزوجين ، ورأيت الكتابة في الإجراءات الواقعية من الانفصال لكثرة الأسئلة التي تدور حولها مساهمة في حل مشاكلنا ، وقد وقع اختياري على موضوع : ( الانفصال بين الزوجين وأثره على الأبناء ) ، لعدة أسباب منها :-
1-انه يعالج موضوعا اجتماعيا مهماً في واقع الحياة ، وما من أُمّة إلا وتحاول رفع مستواها الاجتماعي لتحتل مكانا مرموقا .
2-الوقوف على أسباب الانفصال من ناحية الزوج والزوجة ونتائجه 0
3-التعرف على آثار الانفصال وتأثيره على كل الزوجين وتأثيره على الأبناء 0
4-توعية المجتمع الفلسطيني بخطورة ظاهرة الانفصال ، والعمل على ترشيدها 0
5-مساعدة الأزواج في الحصول على المعلومات الإسلامية التي تؤدى إلى حل المشاكل المؤرقة في المجتمع 0

منهج الدراسة :
تقوم الدراسة على أسلوب :
المنهج الوصفي الذي يعتمد على وصف ظاهرة الانفصال، وذلك بتجميع الدراسات والأبحاث النظرية المتعلقة بالانفصال بين الزوجين ، وذلك من خلال البنود الآتية :
1-  رتبت الأحكام حسب التسلسل الزمني لها في جميع المسائل، كما رتبت الأدلة على نسق ترتيب الأحكام .
2-  التزمت بتعريف المصطلحات الفقهية اللغوية من مصادرها المعتمدة .
3- توثيق المصادر والمراجع في الحواشي مبتدآ بالمؤلف، ثم اسم الكتاب دون ترجمة لها، لتحاشي التكرار ،واكتفيت بالتوثيق الكامل لهما  في فهرس البحث مبتدآ باسم المؤلف، ثم الكتاب حسب الحروف الهجائية .
4-عزوت الآيات إلى مواقعها في السور ، بذكر اسم السورة ، ورقم الآية ، وتوضيح وجه الدلالة .
5-   خرجت الأحاديث النبوية ، والآثار مع الإحالة إلى كتبها ، وتوضيح وجه الدلالة ما أمكن .

حدود الدراسة :
الأسرة ( الزوج – الزوجة – الأبناء ) .

خطة الدراسة :
بتوفيق من الله ، قمت بكتابة هذا البحث ، وفق خطة تتألف من :
مقدمة ، ومبحثين ، وخاتمة .
المقدمة : وتشتمل على طبيعة الموضوع , وأهميته ، وأسباب اختيارها وأسئلة الدراسة ، وأهدافها ، وحدودها ، والدراسات السابقة ، ومنهج الدراسة ، وخطة الدراسة  .

وأما المباحث فجاءات كالتالي :

المبحث الأول:
                 أولاً : مفهوم الطلاق وتاريخه .
                 ثانياً : الطلاق وأنواعه في الإسلام .
                 ثالثاً : الدراسات السابقة .

المبحث الثاني:
               أولاً : أثار الانفصال علي تربية الأبناء .
               ثانياً : دور الأسرة في تربية الأبناء .

ومن هذا المنطلق ومن حرصهم على الوصول لأسباب الانفصال بين الزوجين وأثره على تربية

الأبناء قمت بدراسة ذلك الموضوع .

أما الخاتمة :
فتتضمن أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال البحث ، مع الإشارة إلى بعض التوصيات التي رأيت عرضها للعمل بها .

وفي ختام هذا التقديم أسأل الله التوفيق فإن أصبت فمن الله ، وإن أخطأت فمن نفسي ، وأرجو من الله العفو والغفران ، ومن أساتذتنا النصح والإرشاد ، والله الهادي إلى سبيل الرشاد .




المبحث الأول
      أولاً - مفهوم الطلاق وتاريخه .
           ثانياً - الطلاق وأنواعه في الإسلام .
ثالثاً - الدراسات السابقة .
 أولاً : مفهوم الطلاق وتاريخه .
مفهوم الطلاق:
 يعرف الطلاق divorce لغة بأنه حل القيد بطلقة، ومنها قول العرب طلقت الأسير أو أطلقته. ويعرفه الفقهاء بأنه "رفع القيد في الزواج الصحيح في المال أو المآل، بلفظ يفيد ذلك صراحة أو كناية، أو بما يقوم مقام اللفظ من الكناية أو الإشارة" (3)ويعرفه عبد الرحمن الصابوني(1983) بأنه "انفصال الزوجين عند استحالة استمرار الحياة المشتركة بينهما، وتختلف مدة الانفصال حسب درجة الطلاق الذي يبدأ بطلقة واحدة وهو البينونة الصغرى ويصل إلى ثلاث طلقات وهو البينونة الكبرى".
تاريخ الطلاق:
قديم هو الطلاق قدم الزواج، فجميع الأمم السابقة عرفت الطلاق ووضعت شرائع لتنظيمه. ويعتبر كثيرا من الباحثين ان حامورابي البابلي صاحب أشهر القوانين في التاريخ كان أقدم المشرعين الذين سنوا لوائح للطلاق حيث نصت شريعته على حق الزوج في تطليق زوجته في حالة العقر (عدم الإنجاب)، وان للمرأة حق الانفصال الدائم عن الزوج في حالة الكراهية بعد إن يفصل القضاء في ذلك، وعند خطأ الزوج فأن المرأة تعود إلى بيت أبيها بعد أخذ حاجياتها(4).
إما الإغريق (اليونان القدماء) فأنهم أيضا مارسوا الطلاق حيث يعد من سلطات الرجل وانه يوقعه لأي سبب يراه وفي أي وقت يشاء. أيضا فأن الرجل يمكنه تزويج مطلقته إلى شخص آخر أو إن يوصي بها لشخص آخر بعد مماته. ولا تستطيع الزوجة إن تطلق زوجها إذا كان عقيما إلا إن للزوج الحق في دعوة احد أقاربه للاتصال بزوجته ومعاشرتها لإنجاب الأولاد (الزراد وياسين،33:1987) وهو ما يذكرنا بنكاح الأستبضاع الذي كان معروفا عند عرب الجاهلية. إما عند الرومان فقد بدأ تشريع الطلاق بإعطاء السلطة للرجل في إيقاعه. وفي العصر الروماني الكلاسيكي أصبح للمرأة الحق في تطليق الزوج بدون قيود وبلا سبب. وقد خالف جوليانوس الملك قسطنطين بتحديد حرية الطلاق بأعطاءها للطرفين تماشيا مع التقاليد والعادات الرومانية (5)
 وفيما يتعلق بالأديان السماوية فان اليهودية القديمة أعطت الرجل الحق في طلاق زوجته عندما يعلم أنها سيئة السلوك أو عند رغبته الاقتران بامرأة أخرى. وتحرم اليهودية عودة المطلقة إلى زوجها حتى وأن طلقها الزوج الثاني أو مات عنها، وليس للمرأة الحق في طلب الطلاق من زوجها، وهو الأمر الذي تغير  في العصور الحديثة حيث أصبح يحق لها طلب الطلاق ولكن بعد إن تنظر المحكمة في الأمر(6). إما في المسيحية فهناك اختلاف حول الطلاق فالمسيح عليه السلام حرم الطلاق بموعظة جاء فيها: "قد قيل: من طلق امرأته فليدفع إليها كتاب الطلاق. أما إنا فأقول: من طلق امرأته لغير علة الزنا فقد جعلها زانية، ومن تزوج مطلقة فقد زنى". وفي الكاثوليكية فأن الطلاق محرم لأي سبب استدلالا بنصوص سفر متى، ولوقا، ومرقس. وان على الطرفين احتمال المكاره والمساوئ حتى الموت. أما البروتستانت وهم اقل تشددا في مسألة الطلاق فأنهم يجيزون الطلاق ولكن في حالتين فقط: الزنا وتغيير الدين.  ويبدي الأرثوذكس وهم طائفة مسيحية كبيرة مرونة أكثر في قضية الطلاق حيث يضيفون أسباب أخرى تستوجب الطلاق، إضافة إلى الزنا وتغيير الدين(7).
إما عرب الجاهلية فأنهم عرفوا الطلاق وأنواع متعددة من الزواج كزواج الرهط والأستبضاع. وفيما يخص الطلاق فأنهم أيضا مارسوه وأسرفوا في ذلك، وقد كان للطلاق عدة أشكال هي على النحو التالي:
1- نظام الطلقات الثلاث: والنظام الرجعي.
2- نظام المخالعة حيث يقول الأعرابي لزوجته: حبلك على غاربك أي أخليت سبيلك.
3- نظام الظهار كقول الرجل لأمرأتة : أنت محرمة علي كظهر أمي. وقد حرم الإسلام الظهار بعد حادثة حاطب بن أبي بلتعه التي نزل آية التحريم بسببها.
4- نظام الأيلاء: وكان ايلاؤهم في الجاهلية يصل إلى المسن والمسنين فإذا فارق الرجل زوجته على مال فيقال لذلك الخلع، حيث تفتدي المرأة نفسها بمال. ومن العرب من لا يطلق بل يهجر زوجته حتى تدفع له مالا فيطلقها عندئذ. وبعض نساء الجاهلية كن يشترطن للزواج بهن أن تكون العصمة بأيديهن ومنهن سلي بنت عمر بن زيد بن لبيد الخزرجية، وفاطمة بنت الحرشي الأنمارية، وأم خارجه وغيرهن (المرجع السابق،35:1987). وقد عد الإسلام الأيلاء عقاب غير مبرر للزوجة وعده من الأسباب التي تجيز للمرأة طلب الطلاق،  ويقصد بالأيلاء امتناع الرجل عن معاشرة زوجته أربعة أشهر كعقاب لها (8)، علما إن الإسلام استعاض عن الأيلاء بهجر الرجل زوجته في المضجع وبالتأكيد لفترة قصيرة كأسلوب تدريجي يسبق الطلاق إذ ربما حدث تقارب بين الزوجين خلال فترة الهجر وعادت المياه إلى مجاريها مما ينفي الحاجة إلى الطلاق الذي يظل آخر العلاج عندما تستنفذ الخيارات الأخرى التي حددها الشرع الحنيف.

  
ثانياً : الطلاق وأنواعه في الإسلام .
الطلاق في الإسلام:
أباح الإسلام الطلاق عندما تتعذر العلاقة الزوجية السليمة. إلا أن الطلاق وهو ابغض الحلال إلى الله خضع للتقنين الآلهي حتى لا يتم اللجوء إليه إلا عند الضرورة القصوى بسبب ما قد يترتب عليه من نتائج سلبية تتعلق بتفكك الأسرة وربما تشرد الأولاد وقطع الرحم والانفصال بين الأقارب. والمتأمل في كيفية إيقاع الطلاق الإسلامي يلحظ وجود جملة من الخطوات لابد من إتباعها قبل إيقاع الطلاق يمكن إيجازها بالتالي:
1- الموعظة الحسنة (نصح الزوجة ومجادلتها بالحسنى).
2- الهجر في المضجع (امتناع الزوج عن النوم مع زوجته في فراش واحد).
3- الضرب غير المبرح (حدده بعض الفقهاء بأن لايكون مدميا ولا مبرحا ولا على الوجه، وان كان بعصا فبحجم السواك لمنع الأذى البدني).
4- التحكيم (توسيط الأهل وأقرباء الطرفين).
5- ترقب طهر جديد قبل إيقاع الطلاق (يطلقها بطهر لم يمسسها فيه).
6- الطلاق الرجعي الأول (يقول لها بالحرف: انت طالق ولا يزيد؛ فقوله انت طالق بالثلاث أو ثلاثا أو انت طالق..طالق...طالق.. يعد من الطلاق البدعي وان كان يقع).
7- الطلاق الرجعي الثاني (كما في الفقرة السابقة).
8- الطلاق الثالث والأخير .(9)
 تشير تلك الخطوات إلى أهمية التروي والمراجعة قبل أن يتلفظ الرجل بالطلاق. وحتى بعد وقوع الطلاق، فأن الإسلام جعله على مراحل بحيث يستطيع الرجل مراجعة الزوجة خلال فترة معلومة بعد وقوع الطلاق الأول وان يشهد على ذلك، وإرجاعها أيضا بعد وقوع الطلاق الثاني. وتحرم الزوجة بعد الطلاق الثالث ويصبح الأمر كما يقول الفقهاء "طلاق بينونة كبرى". وبالرغم من ذلك فقد أباح الإسلام للرجل أن يتزوج مطلقته مرة أخرى، شريطة أن تكون قد طلقت من رجل على أن لا يكون زواجها من ذلك الرجل بهدف "التحليل" لتعود إلى الزوج الأول، بل إن الرسول عليه الصلاة والسلام اشترط على امرأة تريد العودة إلى زوجها السابق "أن تذوق عسيلته وأن يذوق عسيلتها" أي "عسيلة" الزوج الأخير بما يشير إلى ضرورة حدوث المعاشرة الجنسية التي قد يترتب عليها حمل أو رغبة في البقاء مع الزوج الثاني. وان ذلك بهدف منع الزيجات الصورية التي يراد منها التحايل على النصوص الشرعية من جهة، ومن جهة أخرى لتمكين المرأة من استئناف حياتها الزوجية مجددا، وان تحصل على فرصة مساوية للرجل إذا أرادت البقاء مع الزوج الأخير. ويطلق على الزواج الصوري بهدف تحليل الزوجة باللهجة العامية "التجحيش" (من جحش: صغير الحمار) أشارة إلى المعاشرة الجنسية العابرة التي لا تبتعد كثيرا عما تفعله الحيوانات، وهو ما قد يقوم به البعض لتحليل زوجة قريب أو صديق؛ فيرتبط الزوج الثاني بالمطلقة فترة قصيرة يعاشرها خلالها ثم يطلقها لكي تصبح بعد طلاقها منه "محللة" للزوج الأول الراغب في العودة إليها. ويتبين من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (تذوق عسيلته) ان الهدف من الزواج الثاني للمرأة اعطاءها خيارا جديدا مع رجل آخر لكي تقرر مصيرها بنفسها؛ إذ ربما رغبت البقاء مع الزوج الثاني ورغب البقاء معها إذا كانت نيته الزواج الدائم وليس بقصد "التحليل" أو "الزواج الصوري" كما يفعل بعض المتحايلين على النصوص الشرعية.
وقد فصلت كتب الفقه الإسلامي الطلاق بشكل دقيق، إلا إن السمة المشتركة لهذا التراث الفقهي العظيم انه واقعي للحفاظ على رابطة الأسرة، فقد اجتهد كثيرا من الفقهاء في النصوص الشرعية لصالح استمرار العلاقة الزوجية. ومصدر تلك الاجتهادات الأخطاء التي يقع فيها البشر وجهل كثيرا منهم بالتدرج في مسألة الطلاق، ووقوعهم في أشكال من الطلاق البدعي كالتلفظ بالطلاق ثلاثا أو التطليق في فترة طهر مس فيه الزوج زوجته، ناهيك عن اختلاف بعض الفقهاء في مسألة طلاق السكران والغضبان وهل يقعان أم لا، وهي القضايا التي تناولها الفقهاء مع تغليبهم للناحية العملية وبما يضمن استمرار العلاقة الزوجية عند رغبة الطرفين دون التعدي على النصوص قطعية الدلالة. وكقاعدة شرعية معروفة فأن الطلاق الصحيح هو "ما وقع خلال طهر لم يمسس الزوج فيه زوجته" بمعنى لم يعاشرها جنسيا، ما يشير إلى أهمية توقيت زمن الطلاق والتفكر فيه مليا قبل الأقدام عليه بعد مراعاة الخطوات التي أوردناها آنفا.
 وقد عرف عن الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله (مفتي المملكة سابقا) تأنيه في قضايا الطلاق وهو المنهج الذي أخذه عنه طلابه، فقد كان يغلب المصلحة المجتمعية ويجتهد في قضايا الطلاق التماسا لمنعه وللحفاظ على كيان الأسرة. وقد كان يحث طلابه بعدم التسرع في فتوى الطلاق، ويطلب ممن يعزمون على الطلاق مراجعة قضاة المحاكم. وقد يلجأ بعض القضاة إلى إحالة صاحب الدعوى إلى سماحته لسعة علمه في هذا الباب، ولتساهل كثيرا من الناس بأمر الطلاق حيث يقع في بعض الأحيان لأسباب غير وجيهة. نشير بهذا الصدد إلى إن شيوخ الإفتاء في المملكة يحجمون عن الأفتاء في الطلاق وهل وقع أم لا وذلك في برامجهم الإذاعية والتلفزيونية، ويطلبون من المستفتين مراجعة القضاة في المحاكم أو اللجوء إلى هيئة الإفتاء لدراسة المسألة عن كثب وبتروي الأمر الذي يعني ضرورة عدم التسرع في الطلاق لما قد يترتب عليه من نتائج وخيمة.
أنواع الطلاق في الإسلام:
 يعطي الفقهاء استنادا إلى الآيات القرآنية الزوج الحق في تطليق زوجته ثلاث مرات، ويقسمون الطلاق بالنسبة إلى الآثار المترتبة عليه إلى ثلاثة أنواع:
ا- الطلاق الرجعي، فإذا طلق الزوج زوجته للمرة الأولى أو الثانية فبإمكانه إعادة رابطة الزوجية من دون عقد جديد، ولا يحتاج إلى رضا الزوجة مادامت في فترة العدة المحددة في القرآن بثلاثة قروء (ثلاث فترات حيض).
ب- الطلاق البائن بينونة صغرى، فإذا انقضت فترة العدة، بعد الطلاق الأول أو الثاني، قبل أن يسترجع الزوج زوجته، يصبح الطلاق بائنا. وبإمكان الزوج هنا إعادة رابطة الزوجية، للمرة الثانية أو الثالثة، ولكن برضا الزوجة وبعقد ومهر جديدين.
ج- الطلاق البائن بينونة كبرى، وهو الطلاق للمرة الثالثة حيث يحرم على الرجل إعادة مطلقته إلا بعد أن تنكح رجل غيره ويطلقها أو يموت عنها فعندئذ يحق لها الزواج بطليقها الأول بعد إكمال فترة العدة.
وقد قسم الفقهاء الطلاق إلى نوعين طبقا لمشروعيته:
أولا: الطلاق السني، وهو أن يطلق الزوج زوجته في فترة طهر لم يجامعها فيه، وإلا يستخدم حقه في التطليقات الثلاث دفعة واحدة. ويصبح الطلاق بائنا بينونة كبرى إذا طلقها ثلاث مرات وتدريجيا بحيث يطلقها خلال فترات الطهر كما أسلفنا.
ثانيا: الطلاق البدعي، وهو أن يطلق الزوج زوجته وهي حائض، أو في فترة طهر جامعها فيه، أو أن يطلقها ثلاثا بلفظ واحد أو خلال فترة طهر واحد. ويتفق جمهور العلماء على إن الذي يوقع الطلاق البدعي يعد مخالفا للسنة المطهرة، إلا إن طلاقه ورغم انه بدعي يصبح نافذا (10)وأخيرا فأن باب الطلاق واسع؛ فقد اختلف الفقهاء في بعض تفاصيله واجتهدوا فيها كطلاق السكران وهل يقع أم لا، إلا إن هناك نصوص قطعية الدلالة لا يختلفون عليها. وينظر إلى اختلاف الفقهاء حول الطلاق على انه أمر ايجابي؛ فهو إعمال للعقل في نصوص قابلة للتأويل في نهاية المطاف.

ثالثاً : الدراسات السابقة .
 كثيرة هي الدراسات التي تناولت الطلاق في مختلف المجتمعات بما في ذلك المجتمعات الخليجية والمجتمع السعودي إلا إن الباحث لم يقع على دراسة متكاملة تتناول الطلاق المبكر الذي يسبق الزفاف. أغلب الدراسات التي بين أيدينا تناقش أسباب الطلاق بشكل عام ونتائجه، وخصائص المطلقين.
أولا: دراسة وليام غوود (William Good  1976):
من الدراسات ذات الأهمية ماكتبه وليام غوود (1976) حيث قام بسلسلة من الدراسات عن الطلاق في المجتمع الأمريكي، وانتهى إلى جملة من الأسباب تجعل احتمال وقوع الطلاق مرتفع في الحالات التالية:
1) الزواج الذي يقع في سن مبكرة أي عدم نضج العروسين، ويشير غوود بشكل خاص إلى الزواج الذي يقع بين سن 15 و19 سنة والذي كان شائعا في المجتمع الأمريكي حتى بداية القرن العشرين.
2) عدم تخصيص فترة تعارف طويلة بين الشريكين تسبق ارتباطهما.
3) قصر فترة الخطوبة engagement  فبعض الزيجات تتم بدون خطوبة.
4) تأثر العروسين بخلفية الوالدين، فمن يتحدرون من عائلات غير مستقرة زواجيا يصبح الاحتمال إن ينتهي زواجهم بالطلاق كبيرا.
5) اعتراض الأهل والأصدقاء على علاقة الطرفين أو عدم مباركة العلاقة من المحيطين.
6) تباين خلفية الشريكين اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا.
7) تباين الانتماء الديني أو المذهبي للشريكين.
8)عدم ممارسة احد الطرفين الشعائر الدينية مع التذكير إن درجة التدين في المجتمع الأمريكي تظل معقولة مقارنة بما هو الحال عليه في بعض الدول الغربية.
9) عدم تحديد الزوجين مسئوليات وواجبات كلا منهما بشكل يمنع تضارب أدوارهما.
10) ذوو الخلفيات الريفية يميلون إلى استبعاد خيار الطلاق عند تأزم العلاقة مع الشريك بينما يصبح احتمال الطلاق واردا إذا كان الشريكين من مناطق حضرية (مدن كبرى).
و يجادل غوود (1976) إن احتمال الطلاق يصبح ضعيفا في المواقف التالية:
 1) عندما يتجاوز سن العريس 25 سنة و العروس 23 سنة فما فوق.
 2) إن يسبق الزواج فترة تعارف كافية يحددها غوود بفترة لا تقل عن سنتين.
 3) إن يسبق الزواج فترة خطوبة لا تقل عن ستة أشهر.
 4) إن تكون العلاقة الزوجية لوالدي كل من الشاب والفتاة مستقرة.
 5) مباركة الزواج والموافقة عليه من قبل أقارب وأصدقاء العروسين.
 6) تشابه خلفيات العروسين  ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا.
 7) انتماء العروسين إلى دين أو مذهب واحد.
 8) الانتظام بأداء الشعائر الدينية.
 9) اتفاق العروسين على مسئوليات وواجبات كلا منهما.
10) إن تكون خلفية العروسين ريفية (Good, 1976:511554).
 ويتضح من دراسات غوود انه يركز كثيرا على فترة الخطوبة والتعارف وأهمية تخصيص فترة كافية لذلك، وضرورة مباركة أسرتي الشاب والفتاة الزواج، وان تتشابه خلفياتهما الاجتماعية والاقتصادية حتى يكلل زواجهما بالنجاح. ويضيف بهذا الصدد عامل غاية في الأهمية تجاهله غيره و هو عنصر الدين وتدين الشريكين ومكان النشأة فهو يرى إن قيم الريف تعلي من شأن الدين وتخلق لدى الأفراد رغبة في التدين ومن ثم احترام رباط الزواج، وان علاقات سكان الريف أولية وتتسم بالبساطة والحميمية مقارنة بالمدينة التي يصفها بالسوء عندما يتعلق الأمر بأثرها على الأسرة المعاصرة. ويتضح من طرح غوود إن ما يقوله يتسم بالعمومية فأغلب من كتبوا في قضايا الطلاق والأسرة وفي معظم المجتمعات لا يختلفون معه حول ما ذكر، إلا انه أهمل الجانب الاقتصادي ومتطلبات الحياة العصرية ولا سيما انه يتحدث عن المجتمع الأمريكي ذو النزعة الاستهلاكية الطاغية. تشير بعض الدراسات التي تمت هناك إن الخلافات المالية بين الأزواج وعدم وضع ترتيبات لمعالجة الجوانب المالية ودخل الأسرة وكيفية إنفاقه تظل من الأمور التي تثير المشاحنات بين الأزواج وزوجاتهم ما قد يؤدي بهم في نهاية المطاف إلى الطلاق(11).
ثانيا: دراسة نورة الهزاني (1987) (12)
من البحوث الرائدة التي تمت في المملكة العربية السعودية حول الطلاق ما قامت به الباحثة نوره بنت عبدالله الهزاني بعنوان " العوامل المؤدية للطلاق في الأسرة السعودية المعاصرة" (1987). وقد كانت الدراسة وثائقية في جانب منها، حيث أفادت من سجلات محكمة الضمان والأنكحة في الرياض في الفترة مابين 1400هـ و1405هـ  وسجلات وزارة العدل، بالإضافة إلى استخدام الباحثة للاستبيان الذي توجهت به للمطلقين فقط ولم يشمل مطلقات وهي مفارقة.  وقد حصلت الباحثة على نتائج مفيدة فأسباب الطلاق التي أوردتها جاءت من مصدرين: ما يدون في وثائق الطلاق وعددها 699 وثيقة تم فحصها، وما توصلت إليه الباحثة من خلال استبيان صممته لغرض معرفة أسباب الطلاق من مطلقين بلغ عددهم 201 بهدف مقارنة ما يرد في الوثائق مع ما يدلي به المطلقين. وقد افترضت الباحثة إن هناك أسبابا لا يتم الإفصاح عنها أو تدوينها في وثائق الطلاق، وقد كانت الباحثة موفقة في هذا الجانب إذ ليس من الضروري الاعتقاد إن كل مايرد في الوثائق الرسمية يعد أسبابا كافية للطلاق في قضايا ينظر إليها كثيرا من الأفراد كأمور شخصية لا يجوز البوح بها للقضاة فضلا عن باحثة.  ويرد أدناه أهم النتائج التي توصلت إليها الباحثة من واقع وثائق المحكمة ويقابله نتائج الاستبيان مع ملاحظة درجة التباين النسبي (النسبة المئوية) في أغلب الأسباب ما يدفع للاعتقاد إن المطلقين لايدلون للقضاة بالأسباب الحقيقية التي تدفعهم إلى طلاق الزوجة، وهو مايلاحظ في البندين الثالث والخامس على سبيل المثال حيث التباين الواضح في النسب:
1-عدم التوافق والنفور. 36,6%  (محكمة) 32% (استبيان).
2-سؤ سلوك الزوجة وعدم طاعة الزوج. 10,3% (محكمة)  13 % (استبيان).
3-مشاكل لم يفصح عنها (خاصة بالمعاشرة) 3،6% (محكمة) 17% (استبيان).
4-تدخلات من الأقارب.  4% (محكمة)  1% (استبيان).
5-أكثر من سبب مما ورد أعلاه.  16% (محكمة) 26% (استبيان).
6-أسباب أخرى مما لم يرد أعلاه. 19،6% (محكمة)   2% (استبيان).
7-غير مبين.  7،3% (محكمة) 7% (استبيان). (13)
 وفي موقع آخر من الدراسة أشارت الباحثة إلى اتجاهات المبحوثين و تقويمهم لأكثر الأسباب شيوعا في حدوث الطلاق، حيث تبين إن نحو 80% أشاروا إلى عدم تلائم الأخلاق (عدم الانسجام)، وأشار 76% إلى تدخل أهل الزوجة، و56% أشاروا إلى عامل عدم الإنجاب، بينما أشار نحو 48% إلى عوامل مثل عيب خفي في الزوجة أو الزوج (بنسب شبه متطابقة) ثم أشار زهاء 45% إلى عيب أو مرض يحد من قدرة الزوجة على المعاشرة، يليه نحو 44% أشاروا إلى عدم رؤية الطرف الآخر قبل الزواج والنسبة الأخيرة تظل مرتفعة (المرجع السابق:134).
ثالثا: دراسة ثروت محمد شلبي (1990)(14)
قامت شلبي (1990) بدراسة حول الطلاق بعنوان " الطلاق والتغير الاجتماعي في المجتمع السعودي: دراسة ميدانية في جدة". وقد انطلقت الباحثة من فرضية وجود علاقة بين التغير الاجتماعي ومعدلات حدوث الطلاق؛ فسرعة التغير وازدياد وتيرته تعني ازدياد حالات الطلاق.  وقد نظرت الباحثة إلى التغير الاجتماعي كمتغير مستقل (سبب) و الطلاق كمتغير تابع (نتيجة). وفي توصيفها للتغير الاجتماعي فأن الباحثة نظرت إلى ثلاث زوايا للتغير: انتشار التعليم، وخروج المرأة للعمل، والتحول في بعض القيم والمواقف، وهي العوامل التي ربطت بينها وبين حدوث الطلاق. وقد أجريت الدراسة على عينة صغيرة قوامها 107 مطلقات و31 مطلق برهنت الباحثة من خلال إجاباتهم على صحة افتراضها.


رابعا: دراسة عبدالله الفيصل (1991)(15)
في بحثه الموسوم "بعض خصائص المطلقين الاجتماعية في إحدى محاكم الطلاق بالمملكة العربية السعودية" حاول الباحث تحليل خصائص المطلقين الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية لعينة تكونت من 142 مطلقا في محكمة الرياض. وقد أورد المؤلف جملة من الأسباب المسئولة عن الطلاق وذلك بناء على ما تضمنته سجلات المحكمة التي تضمنت 24 سببا للطلاق حاول الباحث اختبار صحتها. ويرد أدناه أهم 6 أسباب نوردها طبقا لتكرارها:
-عدم توافق الزوجين (عدم الانسجام). 44
-سوء معاملة الزوجة وعدم طاعة الزوج. 17
-تدخل الأهل. 16
-إهمال الزوجة أمور المنزل.  16
-كثرة متطلبات الزوجة. 12
-عدم رغبة الزوجة العيش مع أهل الزوج. 10  
 ويخلص المؤلف إلى القول إن من الخطأ الاعتقاد إن الطلاق يقع بسبب عامل واحد؛ ويرى إن جملة من الأسباب المتشابكة تظل مسؤولة عن الطلاق.  إما فيما يتعلق بخصائص المطلقين فقد أشار المؤلف إلى إن المطلقات اصغر عمرا من المطلقين، وان ثلثي المطلقين والمطلقات حصلوا على تعليم ابتدائي في أحسن الأحوال أو أميين وكأن المؤلف يقول إن هناك علاقة طردية بين الطلاق ومستوى التعليم إذ كلما ارتفع المستوى التعليمي للأفراد هبطت نسبة الطلاق في أوساطهم. إما عن خبرات المطلقين والمطلقات بالطلاق فقد أشار الباحث إلى إن 77% من الذين شملتهم الدراسة طلقوا بعد 3 سنوات أو اقل، وان مانسبته 28%  طلقوا خلال السنة الأولى من الزواج .(16)




المبحث الثاني
أثار الانفصال بين الزوجين على تربية الأبناء

 اهتم الإسلام ببناء الأسرة ؛ لأنها تعتبر اللبنة الأولى في بناء المجتمع الإسلامي القادر على تحقيق إقامة الدولة الإسلامية ؛ لذلك ينبغي على الزوجين حل المشكلات الأسرية التي تهدد حياتهما ، والعمل على إيجاد العلاقة الأسرية التي تخدم الأولاد ببناء أسرة قوية متماسكة كما أوصى بذلك ديننا الإسلامي .
 ويشتمل هذا المبحث على  :
                   أولاً : أثار انفصال الزوجين على الأبناء .
                   ثانياً  : دور الأسرة في تربية الأبناء.

أولاً : أثار انفصال الزوجين على الأبناء .
 بما أن الأطفال يعيشون داخل الأسرة فهم عٌرضة لهذا الانفصال من بعيد ، أو قريب يكتوون بناره وتمتد آثاره لتشملهم ؛ فالطفل الذي يعيش في أسرة تهشمت أوصالها بسبب الانفصال، وتصدعت جدرانها بصرخات يومية، يشعر بما يهدد استقراره وهدوءه ، ويبقى في حيرة من أمره مراقباً بهدوء وصمت جميع الأحداث، وكل ما يدور حوله، ولا يظهر عليه أيّة انفعالات ولا ردود أفعال ، ولكن الأحداث تنطبع في ذاكرته .
وبالتالي تتأزم حالة الأطفال النفسية ، وتتأثر عواطفهم ، ومشاعرهم بقسوة ما يشاهدونه من تلاحم أبويهما وتنازعهما (1) .
كما أن الانفصال بين الوالدين له أعراض خطيرة تؤثر على الأولاد فإن السلوك الخاطئ للوالدين واضطراب الأسرة يمكنه فعلا أن يؤثر على سلوك وشخصية الأبناء ، وهنا سأحاول بيان أهم الآثار الخطيرة التي تؤثر على الأبناء ، كما يلي :
1. اختلال عملية الانضباط  :
عندما يحصل الانفصال بين الوالدين ، فإنه يؤثر على انضباط الأطفال وعدم اكتراثهم بأوامر الوالدين، وتعتبر هذه إساءة كبيرة للزوجين ، وثمة خطر آخر يهدد الأسرة أيضا ألا وهو انقسامها إلى معسكرين أو صفين ؛ حيث سيتبنى كل طفل موقفاً معينا فيكون إلى جانب أمه أو أبيه، ويدافع عنه ، وهذا ليس في صالح أي من الوالدين .
2. إساءة الظن بالوالدين :
قد يكون أحد الوالدين محقا في هذا الانفصال ولديه أدلة قوية وكثيرة، إلا أن الطفل يحمل تصوراً مختلفاً عن هذا الموضوع ، فينظر نظرة خاصة تقوم على إدراكه وتفكيره فيدين مثلاً طرفاً معيناً ؛ وقد يلجأ الأب للإساءة إلى الأم ويحاول إقناع الطفل بأنه على حق في ذلك الانفصال، لكن هذا لا يعني أن الطفل سيقبل بوجهة نظر أبيه رغم سكوته الظاهري ؛ بل سيعتبر الأب مذنباً فيسيء الظن به بمجرد أن يشاهد بكاء أمة وتوددها إليه  .
كما أن ولاءه يتشتت بين الأب والأم، ودائما يتجه إلى صف الطرف الذي يراه الأضعف والذي عادة ما يكون الأم (2)  .
        1.  انظر ، الدبيان : شقاق الزوجين ( الأسباب – الآثار – العلاج ) ، ص 164
        2.  انظر ، الشاذلي : أبنائنا والانفصال الأسري  ، 18-مارس-2009 .

. توقف عملية النمو 
أشارت بعض الدراسات في المجتمعات الغربية إلى أن انفصال الوالدين في محيط الأسرة يؤدي إلى توقف عملية نمو الطفل وظهور مشاكل جديدة في هذا المجال ، وقد تقل شهية الطفل للطعام ، أو يحصل تباطؤ في عملية الهضم بسبب حدوث خلل في إفرازات بعض الغدد ، وهذا كله بسبب شعور الطفل بالغم والحزن ، ويؤدي انفصال الوالدين أيضا في حال مرض الطفل إلى تباطؤ عملية شفائه واستعادته لصحته وسلامته، أو قد يؤدي إلى المضاعفة ومن القواعد المتفق عليها الآن أن أول أساس لصحة النفس إنما يستمد من العلاقة الحارة الوثيقة الدائمة التي تربط الطفل بأمه ، أو من يقوم مقامها بصفة دائمة ، وان أي حالة تحرم الطفل من حنان الأم تظهر آثاره في تعطيل النمو الجسمي والذهني ، والاجتماعي مما يؤدي إلى اضطراب النمو النفسي(1) .
4. السلوك الاجتماعي المنحرف :
 يؤدي انفصال الوالدين وعدم توافقهما ؛ إلى تمهيد الأجواء ؛ لأن يسلك الطفل سلوكاً اجتماعياً منحرفاً فيلجأ إلى الجريمة
وقد أراد الإسلام من الزوجين معالجة خلافاتهما قبل الوصول إلى الطلاق الذي هو أبغض الحلال إلى الله، فركّز على أن يكون أساس العلاقة الزوجية مبنياً على المودة والرحمة، والأمن والسكينة، وهو المناخ المثالي لتنشئة الأولاد ، لقوله تعالى: )وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ( (1) .
5. تحطيم المعنويات : 
يؤدي الانفصال إلى تحطيم معنويات الأولاد ويجذر في نفوسهم حالات القلق والاضطراب ، فيصاب الأطفال (2) بعدة أمور ؛ منها :
أ -  بالتشنج .                       ب- عقدة الانطواء .               ج-  نظرة السخط لما حولهم .
 

        1.  انظر ، احمد : الصحة النفسية للأطفال ، ص101 .
        2.  سورة النساء ، آية 35 .
        3. انظر ، الدبيان : شقاق الزوجين ( الأسباب – الآثار – العلاج ) ، ص 164

  
6. عدم شعور الأطفال بالأمان :
 في الوقت الذي تكون فيه الحاجة للشعور بالأمن من أهم الحاجات النفسية التي ينبغي توفيرها للطفل نجد أن الخلافات الزوجية تتعارض مع إشباع هذه الحاجة فالطفل نتيجة للخلافات سيفقد من يرعاه ويهتم به ، ويزداد أثر ذلك عندما يعي الطفل التركيبة الاجتماعية للأسرة ، وضرورة وجود الأبوين .
7. تشويه صورة الأبوين أو أحدهما عند الطفل :
  إن الشجار بين الوالدين يؤذي الطفل ويشوه الصورة التي يحملها عنه ؛ مما يجعل لها آثارا سلبية على حياته .
8. اختلاف نمو الشخصية .
 عند حدوث الانفصال بين الزوجين يصبح إهمال لطاقة الطفل ، والجلسات العائلية وعدم توفر مشاعر الدفء والاحترام لدى الطفل .
9. فقدان الشهية .
  نظرا لحدوث الانفصال بين الزوجين فان هذه الانفصالات التي تحصل أمام الأطفال تؤدي إلى فقدانهم لشهيتهم ، فلا يجوز أن يحرم الطفل من وجبة ، فان الغذاء يلعب دورا هاما في نمو الطفل وإمداد جسمه بالطاقة ، ويساعد على إصلاح الخلايا التالفة وإعادة بنائها (1) .
10. ضعف الثقة في النفس .
 ينشأ هذا نتيجة لضعف الروح الاستقلالية عند الطفل ، والشعور بالعجز والنقص الذي يتولد عنده نتيجة الانفصال الأسري ؛ حيث يرى أن جميع أفعاله تسير بشكل خاطئ ، ويرى أنه أقل من الآخرين ، وأنه غير محبوب من قبلهم .
11. زيادة عصبية الأبناء وتمردهم في المنزل .
 إن كل الإنفصالات تفرض الحزن والاكتئاب عندما يكون الطفل ضحية الآباء الذين تساءُ معاملتهم، وينغلق على نفسه في الاكتئاب، ويصبح منحرف وعدواني (2)  . 
12. بقاء الأبناء الأكبر سناً ، خارج المنزل لأطول وقت ممكن .
إن الانفصال بين الزوجين يجعل الأطفال وخصوصا المراهقين إلى محاولة قضاء أكبر وقت ممكن خارج البيت ، وهذا قد يدفعهم إلى مرافقة أصحاب السوء وتعلم العادات السيئة في ظل انعدام مراقبة الوالدين .   

       1.  انظر ، مرسى : فن تربية الأولاد في الإسلام ، ص 22 .
       2.   انظر ، سري : علم النفس العلاجي ، ص29 .

ثانياً : دور الأسرة في تربية الأبناء
تتفق النظم التربوية على أهمية الأسرة في تربية أبنائها وأفرادها، وعلى دورها الكبير في تربية الطفل، وتكوين شخصيته المستقبلية، والتربية الإسلامية تتفق مع تلك النظم التربوية ، ولذا نجدها تولي اهتماماً كبيراً بتكوين الأسر وبنائها في المجتمع .

وسوف أخصص لهذا  مطلبين :

                                     المطلب الأول : حقيقة التربية في اللغة والاصطلاح .

                                       المطلب الثاني : حقوق الطفل قبل الولادة  

المطلب الأول : حقيقة التربية

أتناول في هذا المطلب الحديث عن حقيقة التربية ، وحقوق الطفل قبل الولادة ؛ وذلك في الفرعين  التاليين :

أولا - تعريف التربية في اللغة :

          التربية :  مشتقة من الفعل : ( ربا ) ، وتأتي على عدة معان ، منها : (1)
1.       الزيادة والنمو ؛ لقوله تعالى  : ) وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ( (2) .
2.  النشأة : ربيب رباءً وربياً : نشأت .
  3.  حفظ الشيء ورعايته : ربَّ ولده والصبي يَرُبُّه ربّاً بمعنى رباه ، وحفظه ورعاه .
 4.  حسن القيام بالطفل حتى يدرك .

ثانيا - حقيقة التربية في الاصطلاح :

1. عرفها رشيد إبراهيم بأنها :مجموعة التصرفات العملية والقولية التي يمارسها راشد بإرادته نحو صغير ، بهدف مساعدته في اكتمال نموه وتفتح استعداداته اللازمة وتوجيه قدراته ، ليتمكن من الاستقلال في ممارسة النشاطات وتحقيق الغايات التي يعد لها بعد البلوغ ، في ضوء توجيهات القرآن والسنة "  (3)  .
2. وعرف محمد خير التربية بأنها : " تنمية جميع جوانب الشخصية الإسلامية الفكرية والعاطفية والجسدية والاجتماعية ، وتنظيم سلوكها على أساس من مبادئ الإسلام وتعاليمه ، بغرض تحقيق أهداف الإسلام في شتى مجالات الحياة " (4) .
3. وعرفت فتحية الحلواني التربية بأنها : " تنشئة الطفل وتكوينه إنساناً متكاملاً من جميع نواحيه الخلقية والصحية والعقلية والروحية والأخلاقية في ضوء المبادئ التي جاء بها الإسلام وتصور الأساليب والطرق الإسلامية " .
 
1.  انظر ، ابن منظور : لسان العرب ، 2/401 - 405 ، مادة (ربا) ، الفيروز أبادي: القاموس المحيط ، 10/327 .
2.  سورة البقرة ، آية 276 .
3.  انظر ، إبراهيم : التربية الإسلامية وأساليب تدريسها ، ص 9 .
4.  انظر ، فاطمة : منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، ص 52 .
5.  انظر ، الحلواني : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع ، ص 192 .

التعريف المختار :

           بالنظر في التعريفات السابقة يظهر أن التعريف المناسب للتربية هو " مجموعة التصرفات العملية والقولية لتنمية جميع جوانب الشخصية الإسلامية في الطفل " .
                 وذلك للأسباب التالية :
1.     شموله للمعنى اللغوي ؛ حيث أن التربية هي حسن القيام بالطفل حتى يدرك .
2.     يحدد مفهوم التربية  من حيث تنشئة الطفل تنشئة سليمة .
3.     اتساع مفهوم التربية ؛ حيث يشمل كل التصرفات العملية والقولية من أجل بناء الطفل وتوجيه قدراته .

ثالثا – تعريف الطفل في اللغة :

           الطفل :  مشتق من الفعل : ( طفل) ، ويأتي على عدة معان ، منها : (1)
1. الطفل والطفلة: الصغيران .
2. الصبي يدعى طفلاً حين يسقط من بطن أمه إلى إن يحتلم .

رابعا – تعريف الطفل في الاصطلاح :

الطفل : هو " عالم من المجاهيل المعقدة كعالم البحار الواسع الذي كلما خاضه الباحثون ، كلما وجدوا فيه كنوزاً وحقائق علمية جديدة . لا زالت منخفية عنهم وذلك لضعف وضيق إدراكهم المحدود من جهة ، واتساع نطاق هذا العالم من جهة أخرى"  (2) .

1.   انظر ، ابن منظور : لسان العرب ، 10/401 ، مادة (طفل) .
2.  انظر ، أحمد  : بناء الأسرة الفاضلة ، ص 181 .

المطلب الثاني : حقوق الطفل قبل الولادة

إن للطفل حقوقا قبل الولادة يجب مراعاتها والانتباه لها كما أوصى ديننا الحنيف ، فلابد من زواج مبني على أسس ودعائم إيمانية .

1. اختيار الزوجة الصالحة والزوج الصالح.

الزواج فطرة إنسانية ومصلحة اجتماعية للمحافظة على النوع البشري وعلى الإنسان ولسلامة المجتمع من الانحلال الخلقي والأمراض ويبدأ هذا الزواج باختيار الزوجة الصالحة .

أسس اختيار الزوجة من أجل طفل أفضل :         
1. الدين والأخلاق الحسنة.
        تحدَّث الرسول - عليه السلام - عن الركيزة الأولى في بناء الأسرة وهي اختيار الزوج والزوجة ذوي الدين والخلق فقال – صلى الله عليه وسلم موضحاً ذلك :
(إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفسادٌ عريض)(1)
2. المال :
إن كان الرجل تقي ذو خلق وميسور الحال فهذا جيد ، أما إذا كان كثير المال ، قليل التقوى ففي هذه الحالة يقدم التقي على كل من سواه،  فميزان التقوى هو الأساس للزوج والزوجة .
3. الحسب والمكانة الاجتماعية:
        قال تعالى: ) يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ   ( (2) .
إنَّ الشرائح الاجتماعية المتقاربة المستوى والعادات والأعراف قادرة على فهم بعضها أكثر من المستويات الأخرى المتباينة .
4. الجمال :
       حب الجمال فطرة في الإنسان ، لذا حث الإسلام الخاطب على رؤية مخطوبته ، وذلك حرصاً على استقرار الحياة المستقبلية لكليهما  (3) .
 

1.  أخرجه الترمذي ، ح ( 1005 ) ، كتاب( النكاح عن رسول الله ) ، باب(إذا جاءكم  من ترضون دينه فزوجوه ) ،                       (16/320) .
2.  سورة الحجرات ، آية 13 .
3.  انظر ، علون : تربية الأولاد في الإسلام ، ص 42 .
  

الخاتمة

في ختام بحثي لموضوع ( الانفصال بين الزوجين وأثر ذلك على تربية الأبناء ) ، أرجو من الله تعالى أن يكون قد وفقني في إعطاء  صورة واضحة للقارئ عنه ، والإحاطة بجزيئاته المتناثرة في بكون الكتب ، وأود أن أبين أهم النتائج التي توصلت إليها ، ثم أسجل أبرز التوصيات :


أولا : أهم النتائج التي توصلت إليها :
1.     الأصل في العلاقات الإنسانية هو المودة والرحمة .
2.     الزواج هو الصورة الأمثل لاستمرار هذه العلاقات .
3.     استمرار الحياة الزوجية هو الهدف الأسمى للإسلام .
4.     هناك فرق بين الخلافات الزوجية و الشقاق .
5.     الخلافات الزوجية هي لصيقة بالحياة الزوجية لكنها ليست دائمة ، فخطورتها تكمن في استمراريتها وليس في حدوثها .
6.     استمرار الخلافات الزوجية قد يهدد الحياة بين الزوجين بحدوث الشقاق .
7.     الشقاق هو حالة استثنائية تطرأ على العلاقة بين الزوجين .
8.     تشدد كل من الزوجين ، أو جهلهم ، أو عدم وفاء أي منهم بواجباته ، أو نشوز المرأة ؛ هي من أبرز مسببات الشقاق .
9.     هناك آثار سلبية كثيرة للشقاق على الأسرة والأبناء .
10.     الشقاق ليس حالة حتمية في العلاقات الزوجية لأنه يمكن التغلب عليه بالتنشئة الإسلامية الصحيحة منذ البداية .

ثانيا : التوصيات :
1-    الاختيار السليم للزوج أو الزوجة عند بدء الحياة الزوجية .
2-    دعوة أولي الأمر ، والمسئولين إلى توجيه أبنائهم وبناتهم ، وتوعيتهم دينيا وأخلاقيا وثقافيا لتحقيق السعادة لهم .
3-    الدعوة إلى تحكيم شرع الله كمنهج حياة طاعة لله ولرسوله لتحقيق سعادتنا كأفراد وكمجتمع .
4-    توعية المقبلين على الزواج بمسئولياتهم وحقوقهم وواجباتهم التي تصون الحياة الزوجية .
5-    تفعيل مكاتب التوجيه والإرشاد الأسري للقيام بدورها في حل النزاع الأسرية.




قائمة المراجع .

- القرآن الكريم.
- بركات، حليم (2000) المجتمع العربي في القرن العشرين: بحث في تغير الأحوال والعلاقات. بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية.
- الرويلي، اسماء بنت قريان (2005) العوامل الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بأنماط الزواج. رسالة ماجستير غير منشورة في علم الاجتماع. الرياض: جامعة الملك سعود.
- الزراد، فيصل وآخرون (1987) دراسة تشخيصية لظاهرة الطلاق في دولة الأمارات العربية المتحدة. دبي: دار القلم.
- شلبي، ثروت محمد (1988) الطلاق والتغير الاجتماعي في المجتمع السعودي: دراسة ميدانية في مدينة جدة. جدة: دار المجمع العلمي، الاسكندرية: المكتب الجامعي الحديث
- الصابوني، عبدالرحمن (1983) نظام الأسرة وحل مشكلاتها في ضوء الإسلام. القاهرة: مكتبة وهبة.
- عشا، غسان (1997) الزواج والطلاق وتعدد الزوجات في الإسلام. الأحكام الفقهية وتبريرات الكتاب المسلمين المعاصرين. لندن وبيروت: دار الساقي.
- العيسوي، عبدالرحمن (2004) علم النفس الأسري. عمان: دار اسامة للنشر والتوزيع.
- الغانم، كلثم علي غانم (1998) ظاهرة الطلاق في المجتمع القطري: دراسة ميدانية. الدوحة: جامعة قطر.
- الغندور، أحمد (1972) الأحوال الشخصية في التشريع الأسلامي. الكويت: مطبوعات جامعة الكويت.
- الفيصل، عبدالله عبدالرحمن (1991) بعض خصائص المطلقين الاجتماعية في أحدى محاكم الطلاق بالمملكة العربية السعودية. الرياض: مجلة جامعة الملك سعود. مج 3 (مجلة الآداب) ص ص:189-216.
- الكبيسي، أحمد (1977) الأحوال الشخصية في الفقة والقضاء والقانون. بغداد: (د.ن).
- المملكة العربية السعودية (2006) الموقع الالكتروني لوزارة العدل.www.moj.gov.sa
   (يضم الموقع بعض الاحصاءات والتقارير ويقدم لمحة عن نشاطات الوزارة).
- ناشمياز، شافا وديفيد (2004) طرائق البحث في العلوم الاجتماعية. ترجمة الدكتورة ليلى الطويل. دمشق: بترا للنشرو التوزيع.
- الهزاني، نورة عبداللة (1986) العوامل المؤدية للطلاق في الأسرة السعودية المعاصرة: دراسة في حالات الطلاق بمحكمة الضمان والأنكحة بمدينة الرياض. رسالة ماجستير غير منشورة في علم الأجتماع. الرياض: جامعة الملك سعود.

كتب اللغة :
1.     ابن منظور: لسان العرب ، 10/181 ، بيروت ، دار صادر، 2000م .
2.     البهوتي : كشاف القناع ، 5/210،عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت ، ط1 ،1997 م .
3.     الزمخشري :  الكشاف ،  1/266   ، دار الكتاب العربي للطباعة والنشر ، ط1 ، 1999 .
كتب معاصرة :
1.     إبراهيم : التربية الإسلامية وأساليب تدريسها ،بيروت ، ط2 ، 1998.
2.     أحمد : الصحة النفسية للأطفال ،مؤسسة الرسالة ، ط1 ،1995 .
3.     أوراغ : مسطرة الشقاق على ضوء القانون المغربي  .
4.     جبار: الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية ، بيروت ، ط2 ، 1998.
5.     الجبر : تطوير النظام القضائي السعودي وأثره في إنصاف المرأة ونيلها حقوقها، دار الثقافة ، الدار العلمية الدولية ، ط1 ، 1423 هـ - 2002 م .
6.     حلبي : التربية الإسلامية للأولاد منهجا وهدفا وأسلوبا ، ط 2 ، 1995 .
7.     الحلواني : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع ،اليرموك ، دار الفكر ، ط1 ، 1985 .
8.  الخطيب ، زهدي محمد عيد : تربية الطفل في الإسلام ،دار الثقافة ، الدار العلمية الدولية ، ط1 ، 1423 هـ - 2002 م  .
9.     خليل :   الرد على شبه المشككين في الطلاق  ، بيروت ، ط2 ،1999.
10.   الدبيان   : شقاق الزوجين ( الأسباب – الآثار- العلاج ) ، دار الثقافة ، الدار العلمية الدولية ، ط2 ، 1423 هـ - 1998 م  .
11.   سري : علم النفس العلاجي ،ط1 ،1998 .
12.   سهام : الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية ، ط2، 1999 .
13.   الشاذلي : أبنائنا والشقاق الأسري  ، 18-مارس-2009 .
14.   العلواني :  سلسلة قضايا الفكر الإسلامي ، (  كتاب أدب الاختلاف في الإسلام)  المكتبة التجارية الكبرى ، القاهرة ، ط1 ،1995  م .
15.   عبد الرحمن : تربية الأبناء والبنات في ضوء القرآن والسنة ، دار المعرفة ، بيروت ، ط2 ، 1998 
16.   علون : تربية الأولاد في الإسلام ، ط2 ، 1997 .
17.   فاطمة : منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ ، ط1 ، 1999 .
18.   لحام :  من هدي سورة النساء ، بيروت ، ط1 ،2000 .
19.   مرسى : فن تربية الأولاد في الإسلام ،بيروت ، ط1 ، 1998 .
20.   المريني : الحل العاجل للمشاكل الزوجية، بيروت ، دار الفكر ، ط1 ، 2002 م  .
21.   النابلسي :  مواضيع مختلفة في التربية – أسباب الشقاق الزوجي  ، 20/606 .

الوثائق :
1.     اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل بالمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة :  ميثاق الأسرة  في الإسلام ، الباب الثالث: بين الزوجين [46-90  [، الفصل السابع: في الفرقة [83-90[ .
2.     قانون الأسرة المغربي : مدونة الأسرة،  المطلب الأول ، ص14 .
الإنترنت :
1.                   http://www.kl28.com/knol2/?p=view&post=56139&page=14 .
http://www.gcc-legal.org/MojPortalPublic/SendEMail.aspx?
2.                   http://saaid.net/tarbiah/6.htm




(1) (وزارة العدل،1422)
(2) [الروم: 21].
(3) (الكبيسي،19:1977).
(4) (الغندور،253:1972)
(5) (المصدر السابق:33-34؛ الكبيسي،1977).
(6) (الغندور،256:1972)
(7) (الزراد وياسين،34-35: 1987)
(8) (شلبي،63:1990)
(9) (الغانم 26:1998).
(10)  (عشا، 1997: 135-136 ).
(11) (شافير ولام، 1993)
(12) دراسة نورة الهزاني (1987)
(13) (الهزاني،126:1987).
(14) دراسة ثروت محمد شلبي (1990)
(15) دراسة عبدالله الفيصل (1991)
(16) (الفيصل، 1991: 189-216).



هناك تعليقان (2):

  1. في كل مرة ألقي فيها نظرة على ما حدث لي ، سأقدر دائمًا الدكتور أغبازارا العظيم (agbazara@gmail.com) لما فعله من أجلي. لقد أعاد ملوك التعويذة هذا حبيبي الذي تركني دون سبب. قابلت مذيع التعويذة العظيم وأخبرني كل ما علي فعله! الآن أنا سعيد لأن الدكتور أغبازارا أعاده وهو يحبني أكثر مما اعتاد! يمكنك أيضًا الاتصال به على عنوان بريده الإلكتروني النشط ( agbazara@gmail.com ) أو إضافته على Whatsapp: (+2348129175848).

    ردحذف